أكدت رئيس نادي سيدات الأعمال والمهنيات في الكويت مها البغلي، أن النادي استطاع أن يقدم الكثير للمرأة الكويتية وتحويلها إلى عنصر منتج من خلال مساعدتهن على تنمية وتسويق مشاريعهن ومساعدتهن على العمل في القطاع الخاص والانتقال من نجاح إلى نجاح وأن يكون لها دور مهم في تعزيز دور المرأة في القطاع التجاري وتنمية الاقتصاد الوطني.
وقالت البغلي في حوار خاص مع النهار أن النادي منذ إنشائه في أبريل 2009 سعى إلى أن تكون المرأة الكويتية ناجحة في جميع أعمالها وذلك من خلال مساعدة المجتمع وبيتها.
وذكرت البغلي أن النادي ليس خاصا بالطبقة المخملية كما يظن البعض بل الباب مفتوح لجميع السيدات، حيث يضم ما يقارب 250 عضوة حتى الآن!
وأشارت البغلي الى أن تراجع دور المرأة في المجتمع يعود إلى سببين:أولهما من الجهات الحكومية التي همشت دورها ولا تسعى للاستفادة منها ولا تهيئ لها سبل التمكين لإشراكها في العمل والإنتاج، حيث إن نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية ومراكز صنع القرار هي نسبة صغيرة جداً لا تمثل حجم قدراتها وكفاءتها وتفوقها الذي تشهد له نسب النجاح في المدارس والجامعات مقارنةً بالرجل.
وثانيهما يعود الى المرأة نفسها التي لديها كفاءة أن تسعى لتولي المسؤولية متجاوزة الحواجز الاجتماعية وأن تعرف كيف تسوق نفسها وتكون عندها الجرأة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية . وقالت البغلي أن النادي يعتمد على العديد من الجهات الأجنبية في دعمه في ظل غياب المساندة المحلية من الجهات الحكومية. وأشارت البغلي أن النادي سوف يقيم خلال عامي 2013 و2014 نحو 7 ملتقيات بحضور عدد من المتخصصين محلياً ودولياً وذلك لتفعيل مبادرة المبادئ السبعة لتمكين المرأة وهي مبادرة عالمية لمجلس تمكين المرأة التابع لمنظمة الأمم المتحدة UN Women وذلك لنشر ثقافة تمكين المرأة وإشراكها في التنمية من خلال تعزيز دورها وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وحماية المرأة من العوامل السلبية في ثقافة المجتمع.كما تطرق اللقاء الى تفاصيل أخرى نتعرف عليها من خلال الحوار التالي:
كيف كانت بداية نادي سيدات الأعمال؟
النادي أسس عام 2009 في شهر أبريل بمبادرة من قبل الاخت مليكا كوال ليكون فرعا من نادي سيدات الأعمال والمهنيات العالمي الذي تأسس من 82 سنة (عام 1930 في نيويورك)، وقد لاقت المبادرة استحسان رئيس الجمعية الاقتصادية في ذلك الوقت د. رولا دشتي، وذلك لخدمة المرأة وتشجيعها لتكون ناجحة وقيادية، وبالفعل تم افتتاح فرع دولة الكويت تحت مظلة الجمعية الاقتصادية الكويتية وذلك بحضور رئيس المنظمة العالمية وتم الاعتراف بفرع الكويت رسمياً منذ ذلك الوقت.
ما القنوات التمويلية للنادي حاليا؟
في العام 2010 تم إدخالنا في منحة من مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط وهي برنامج تابع للحكومة الأميركية للأنشطة التنموية في الشرق الأوسط وذلك لمدة عام تحت عنوان المرأة القيادية المبادرة وهدفت المنحة إلى تشجيع المرأة على أن تكون صاحبة عمل حر ومبادرة وقيادية وقد تم إعداد العديد من ورش العمل بمشاركة متخصصين من داخل وخارج الكويت، بالإضافة الى تسويق المعارض إلى تشجيع أخواتنا اللاتي لديهن مشاريع صغيرة لعرض بضائعهن ومنتجاتهن وخدماتهن وتم عمل تسويق جيد، وقد استفادت من البرنامج نحو 100 سيدة، وكانت هناك نجاحات جيدة وبعضهن نقلن أعمالهن من المنزل إلى إقامة محلات خاصة.
وفي 2011 قامت مؤسسة كونراد أديناور الألمانية بالشراكة مع النادي حيث تم توقيع اتفاقية معهم لمدة 3 شهور وتم تنظيم ثلاثة أنشطة لتشجيع المشروعات الصغيرة وقد حققت نجاحات متعددة، ونستعد حاليا للحصول على منحة جديدة من برنامج مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط.
أما في عام 2012 فقد قامت مجموعة الامتياز الاستثمارية برعاية واحد من أهم برامجنا لتدريب وتوجيه أصحاب المشاريع الصغيرة والذي شارك فيه عدد من البنات والشباب من أصحاب المشاريع الصغيرة وشمل البرنامج مجموعة من ورش العمل وجلسات استشارية خاصة لكل مشارك.
غياب الدعم
هل يمكن توفير خطوط تمويل لسيدات الأعمال؟
حالياً لا توجد لدينا ميزانية محددة وبالتالي لا نستطيع دعم المشاريع او تقديم دعم مادي لعضواته ، ولكننا جهة استشارية قاصرة في الوقت الحالي على تقديم نصائح ودورات وورش عمل لتبادل الخبرات في المجال الاقتصادي، وذلك لأن موارد تمويل المشاريع الصغيرة متوافرة عبر عدة جهات تمويلية تقوم بذلك من خلال الشركة الكويتية للمشروعات الصغيرة والبنك الصناعي بالإضافة إلى وجود عدة شركات تقوم بذلك، وبالتالي فالمسألة المادية ليست مشكلة في المشاريع الصغيرة والعمل الحر ولكن الاشكالية ان الشباب المبادر مازالت تنقصه الخبرة في إدارة المشاريع وتسويقها ووضع الاستراتيجيات اللازمة لاستمرارية ونمو المشروع.
V.I.P
البعض يرى أن النادي خاص بسيدات الأعمال V.I.P؟
هذه الملاحظة دائما تأتي إلينا بأننا سيدات V.I.P أو سيدات الطبقة المخملية إلا أن الواقع العملي يؤكد عكس ذلك لأن النادي يسعى إلى مساعدة جميع سيدات المجتمع الكويتي بمختلف فئاته ويكفي أن اشتراك النادي سعر رمزي لا يتجاوز 10 دنانير فقط في العام، ويضم النادي أكثر من 250 عضوة.
هل يتناسب عدد العضوات مع الدور الذي يقوم به النادي؟
نحن نحاول وننظم الفعاليات المتعددة لمشاركة السيدات وذلك حسب اهتمامات العضوات ويساهم في ذلك أن هيكل النادي يمثل عدة لجان متخصصة لشرائح مختلفة للمجتمع.
14 لجنة
ما اللجان التابعة لنادي سيدات الأعمال والمهنيات في الكويت ؟
النادي يضم 14 لجنة وفي مقدمتها لجنة الأعمال وهي متخصصة من سيدات الأعمال والمشاريع ولجنة أوج الإبداعية التي تهتم بإبداع المرأة المتمثل في الصحافيات والفنانات والكاتبات وهي لجنة ترعى مواهب المرأة في الكتابة والرسم، ولجنة رؤى لها وهي متخصصة في القوانين الخاصة بالمرأة ومشاكلها من المساواة وتبني بعض المبادرات العالمية من الأمم المتحدة وتسوقها في الكويت، بالإضافة إلى لجان أخرى مثل لجنة الناشئات وهي خاصة بالشابات الصغيرات من عمر 15 سنة إلى 25 سنة، ولجنة الصحة التي تهتم بالشؤون الصحية للمرأة، لأننا نعتقد أن صحة المرأة مهمة للعطاء، بالإضافة إلى عدة لجان أخرى، فكل لجنة ترعى شريحة معينة من النساء بحيث تغطي كل شرائح المرأة في الكويت.
البيئة الاقتصادية
هل البيئة الاقتصادية تساعد على قيام سيدات الأعمال بدورهن في خدمة الكويت؟
الفرص على ارض الواقع متوافرة وتحتاج فقط إلى من يقتنصها فنحن لدينا العديد من الكفاءات الكويتية ولكنها غير بارزة لسببين:
– الجهات الحكومية همشت دورها ولا تركز عليها ولا تسعى للاستفادة منها.
– المرأة نفسها أيضا ألومها لأن لديها من الكفاءة لكي تثبت نفسها ولكنها لا تبادر وتؤكد أنها قادرة على تولي المسؤولية.
ولكن للأسف المرأة الكويتية مازالت مقيدة بالحواجز الاجتماعية متمثلة في العادات والتقاليد ولا بد أنها لا تخاف من المستقبل وتطالب بتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص مع أخيها الرجل. فالمرأة أثبتت قدرتها على القيام بأي وظيفة مهما كانت طبيعة هذه الوظيفة.
غياب الدعم الحكومي
النادي تلقى العديد من المنح والدعم من الجهات الدولية فأين الدعم الحكومي المحلي لمساندة العضوات؟
للأسف حتى الآن لا توجد جهة كويتية حاولت أن تساعدنا وسوف نسعى لذلك في المستقبل .
هل سيكون هناك تجمع لسيدات الأعمال الخليجيات؟
نحن لدينا توجه في هذا الأمر، وقد بدأنا نتواصل مع العديد من الجهات الخليجية في مقدمتها البحرين والإمارات، ونحضر منتدياتهم ومؤتمراتهم وقد شاركت عضوات خليجيات في آخر معرض لنا ونحن في مرحلة التواصل والعمل المشترك عبر الأنشطة والفعاليات التي تساهم بالنهوض بالمرأة الخليجية للعمل في السوق الحر والبرامج التنموية.
هل استطاع النادي أن يحقق أهدافه خلال الخمسة أعوام الماضية ؟
على المدى القصير والمتوسط النادي يقوم بدور حيوي ومهم من أجل تنمية قدرات العضوات الشخصية والمهنية من خلال الأنشطة والفعاليات المتنوعة، وذلك من خلال الدورات التدريبية مما يفتح الباب للتواصل بين الخبرات في الأعمال التجارية مما يساهم في تمكين المرأة ومساعدتها في إقامة مشروعها التجاري بالإضافة إلى مساندة أصحاب المشاريع الصغيرة وتسليط الضوء على السيدات الناجحات في مختلف الميادين وإبراز أنشطتهن وإنجازاتهن مما يساعد على تأهيلها ومساعدتها على وضع خارطة طريق لها لمواصلة مسيرة النجاح.
توافق تنموي
ما دور النادي في خطة التنمية؟
أهداف وفعاليات النادي متوافقة بشكل كبير مع خطة التنمية، وذلك من ناحية الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والعمل الحر مما يساعد على تخفيف العبء على التوظيف الحكومي حيث تقوم الدولة الآن بتعيين أعداد كبيرة من الشباب والبنات حديثي التخرج ومع الوقت سوف نصل إلى مرحلة التشبع ولن توظف أحدا فيها، ولذا نحاول أن نوجه الشباب والشابات إلى المبادرة للعمل الحر ولإنشاء مشروعات صغيرة والعمل في القطاع الخاص وذلك لأن الوظيفة الحكومية والتي غالباً لا تكون منتجة متوافرة الآن، ولكن مع الوقت سيكون ذلك صعبا كما أن العمل الحكومي لا يلبي طموح الشباب في معظم الاوقات ولا يشجع على المنافسة والمثابرة في العمل والعطاء.
غياب الكوادر التطوعية
أكدت البغلي أن إشكالية النادي تكمن في غياب الكوادر التطوعية من الشابات وذلك لأن ثقافة التطوع في الكويت مازالت غير منتشرة إلا عند عدد قليل من السيدات المثابرات بالعمل في النادي.
وقالت ان تراجع أعداد المتطوعين يعود إلى غياب العائد المادي وبالتالي لا يستمرون ولذا نحاول أن تكون فعالياتنا بالكيف وليس بالكم، وفي كل فعالية نحاول إحضار فريق عمل، والعمل باقصى جهد وبإمكانيات متواضعة لتوفير ميزانية لمكافأة المتطوعات وتشجيعهن على الاستمرار معنا.
السيرة الذاتية
رئيس نادي سيدات الأعمال والمهنيات فرع دولة الكويت.
بكالوريوس هندسة مدنية جامعة الكويت عام 1997.
حاصلة على شهادة الماجستير من الولايات المتحدة الأميركية.
خبرة 5 أعوام في البرنامج الإنشائي لجامعة الكويت في متابعة المشاريع والمباني والإنشاءات.
مديرة مشاريع في شركة العقارات المتحدة.
عضو مجلس إدارة في إحدى الشركات العقارية التابعة لشركة الكويت وآسيا القابضة.
مستشار هندسي للعضو المنتدب لمجموعة الامتياز الاستثمارية.
حالياً مساعد نائب الرئيس في شركة ديمة كابيتال للاستثمار